هل أدلك على كنز؟!

تحكي لنا إحدى قصص الطفولة عن مسيرة دجاجة مثمرة، بدأت عند عثورها على حبّة قمح أثناء تجولها في المزرعة، وكيف فرحت بها فرحا لا يوصف وكأن الأمر غير اعتيادي (مع أن الدجاج يلتقط حبات القمح يوميا) فاجتمعت حولها حيوانات المزرعة مندهشة بعد أن صرخت الدجاجة في سرور: وجدت كنزا، وجدت كنزا!

وكم كان انزعاج الحيوانات كبيرا حين علموا أن كل هذه الضجة بسبب حبة قمح! فبدأوا في الانصراف عنها وهم يتمتمون ويصفونها بالحمقاء. ولكنها اعتذرت وطلبت منهم أن يتريثوا ولا يستعجلوا المغادرة، لأنها تريد أن يساعدوها ويدلوها على مكان ملائم للبذر.

أجابها الديك الرومي وهو ينصرف أيضا: اغرسيها حيثما شئت، فالمكان كله ملائم للغرس. وهنا قالت الدجاجة عبارة مهمة: كلا يا أصدقاء، فالبذرة يجب أن نختار لها المكان المناسب حتى لا تداس ولتنمو في أمان.

وكما تتوقع عزيزي القارئ، فلم يعر لها أي واحد اهتماما لما كانت تقوله، بل غادروا وهم غير مبالين بفكرتها وطموحها.

اهتدت صديقتنا الدجاجة إلى مكان ملائم فنبشت التربة بمخالبها وحفرت حفرة ووضعت البذرة فيها وغطتها بالتراب ثم جلبت الماء وسقتها.

مضت الأيام بسرعة والدجاجة ترعى نبتتها حتى حل موسم الصيف واكتمل نمو السنبلة. وعاودت زرع حبات القمح التي جنتها من سنبلتها الأولى، ومع مرور السنين كبر مشروعها لتملتك حقلا كاملا من القمح!

أكيد أن حيوانات المزرعة لم تتوقع أن تحقق الدجاجة طموحها، وقد ذهلوا وهم يرونه محققا أمامهم :)

تذكرت هذه القصة وأنا أتصفح مدونة الأخ المهدي عبيد الجديدة، والتي سماها طريق المليونير، حيث يشاركنا خطوة بخطوة الطريق الذي يسلكه نحو الثروة من خلال تربية الدجاج، وبستة دجاجات فقط كبداية، أما الهدف الأول فهو ألف دجاجة منتجة!

وكأني أراه يدلنا على كنز كما دلت من قبله الدجاجة أصدقاءها، ولكني خشيت أن ننصرف عنه ولا نبالي بفكرته ونستفيد منها، لذلك عزمت على الترويج لها قدر المستطاع (كما أفعل هنا)، فلعل الله يجعل من القراء من يتابع ويقلد إن توفر له الوقت والإمكانات البسيطة، أو على الأقل يستفيد من التجربة.

يشرح لنا المهدي كل الخطوات التي يقوم بها عبر تدوينات بشكل صحيح وعملي، ويقدم لنا إحصائيات حول سير مشروعه وسيدعمنا لاحقا بدراسات علمية مترجمة وكتب وفيديوها عن تربية الدجاج.

حسنا، أنصحك أن تتصفح المدونة من أول تدوينة، وسيكون من المفيد أيضا لو تضمها لقائمة المدونات التي تتابعها عبر الخلاصات. وأكيد فإن التشجيع سيجعل الأخ المهدي يتألق ويمضي في مشروعه، فلا تبخل عليه به :)

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    فعلا هو مشروع مثمر بحق وبإمكان أي شخص تبنيه حتى يتخلص ولو نسبيا من تبعية الإنتاج..
    وأوسع من ذلك : لو أن كل بيت خصص مساحة صغيرة أو سطح منزله لزراعة الخضر حسب المواسم لتخلص من تبعية أخرى..
    ولو ربى معزاة يستفيد من حليبها المغذي جدا لتخلص من تبعية أخرى أيضا..
    وشيئا فشيئا يستقل ويكتفي ذاتيا :)

    ردحذف
  2. معمر أخي، ماذا أقول؟ ... شكرا لك
    هل تصدق أنك حملتني مسؤولية كبيرة، وجعلت الكثير يضع الفكرة والمشروع والمدونة تحت الضوء، مما يجبرني على خلق حيوية مطلوبة قد لا أوفرها، فكما تعرف، الفكرة بدات من لا شيء تقريبا وبرنامجها يتطلب وقتا لينمو ويعطي ثماره ونسبة قليلة جدا ممن لديهم الصبر ليتابعوا النتائج فما بالك بالتطبيق الفعلي لها.
    دعمك أسعدني جدا جدا، وربي يعطيك على قدر نيتك وحبك للخير يا طيب، وربي يوفق من عرب القالب وأعاد تركيبته من الصفر، وربي يوفقني لأصل لهدفي من هذا الصفر الذي حددته، فرغبتي أن تكون تجربة تنفع الكثيرين باذن الله.
    أعرف أن العوائق كثيرة، خصوصا مع الشرط الصارم الذي اتخذته في اعتماد المشروع على انتاجه فقط للتطور، دون تدخل مالي خارجي مهما كان مأتاه، مازلت لم أتمم الشهر الأول ومع ذلك أحس بحبكم الذي أحاطني فعلا من كل جانب، وهي محبة اخوية في الله، دون مصالح دنيوية ولذلك سننجح باذن الله.
    شكرا مرة أخرى لدعمك وكلامك المحفز والمشجع لدرجة حصري في الزاوية، وهو حصر رائع بكل المقاييس ... تحياتي لك أخي

    ردحذف
  3. رائعة تدوينتك أخي،
    الأح المهدي بطل قومي بمفهومي البسيط لفكر التغيير والبناء.
    دجاجاته الست أيضا رأس مال قومي وأنا لا أبالغ.
    وفقه الله.

    ردحذف
  4. اطلعت على المدونة.. واستمتعت وفرحت جدا بما حققه الأخ المهدي :-)

    ردحذف