خمس فوائد خفية للتدوين

أغلب المدونين يربط نجاحه في التدوين بحجم حركة الزوار لمدونته، ومنهم من يرى نجاح مدونته فيما تجلبه من أرباح من خلال إعلاناتها أو عوائد المنتجات التي تروج لها.

ولكن بعيدا عن إطار العائد المادي والانتشار فإن لمدونتك فوائد خفية حتى ولو كنت مدونا مغمورا وانتشار مدونتك محدودا.

فيما يلي بعض الفوائد الخفية التي تجنيها من التدوين...

1- التدوين يساعدك في التفكير بشكل أفضل

باعتبارك مدونا، فإنك تبذل باستمرار مجهودا في كتابة مقال وجيز يقدم حلا ملموسا أو وجهة نظر جديدة لقرائك. قيامك بهذا العمل سيعلمك التحكم وفهم عملك ونشاطك.

من ناحية أخرى، عندما تستمع إلى الراديو أو تشاهد التلفاز أو تقرأ مقالا في جريدة، فإنك تفعل ذلك بعين أو أذن المدون، لاوعيك  دائما يبحث عن مواضيع جديدة.

ونتيجة لذلك، أنت تتلقى المزيد من المعلومات وعقلك يبني ارتباطات جديدة بين معرفتك السابقة وما تستوعبه.

2- التدوين يساعدك على الكتابة بشكل أفضل

ببساطة.. أي نشاط يمارس بانتظام فإنه سيتطور إلى الأفضل. وأن تكتب بشكل يومي أو شبه يومي فهذا يجعل منك كاتبا أفضل.

3- التدوين يساعدك على البيع بشكل أفضل

التدوين يكسبك فن الاقناع .. أن تكون متعودا على عرض أفكارك وبراهينك في تدويناتك لهو أمر يساعدك كثيرا عندما تحرر رسالة أو عرضا أو صفحة بيع منتج ما.

4- التدوين يساعدك في اختبار الأفكار

قبل أن تطلق فكرة منتجك / خدمتك التي بحوزتك، "اختبر" هذه الفكرة عن طريق كتابة تدوينة ولاحظ ردود أفعال قرائك.

عندما ترى بأن واحدة من تدويناتك تصيب وترا حساسا، وأنها تضع الإصبع على مشكلة أساسية لدى جمهور قرائك، فالباب مفتوح لتأليف كتاب أو منتج أو محاضرة أو غير ذلك، في هذا الموضوع.

5- التدوين يساعدك على تطوير شبكة علاقاتك

بفضل مدوناتي تعرفت على عشرات المدونين الآخرين عبر الانترنت فصرت أتبادل معهم الأفكار والموارد باستمرار. وبعض هذه العلاقات تحولت إلى صداقات وأخرى أثمرت شراكات وتعاملات.

ختاما.. إن كانت لديك مدونة حركة زوارها ضعيفة وعدد قرائها محدود، فلا تيأس أوتثبط عزيمتك، فإنه قد صار لديك من الآن فصاعدا على الأقل خمسة أسباب مقنعة لتواصل التدوين :)

----------
على الجانب: دخل أخي عمر عالم التدوين بـ مدونة مزاج وهذه دعوة لزيارتها.

مؤسسة الخبرة

في صندوق قديم مملوء بالكتب سلمه لي أحد أصدقائي، يوجد كتاب سخرت من عنوانه أول ما شاهدته، لقد جاءت تسميته كالتالي: "كيف تصبح مليونيرا" وهو من تأليف الدكتور أيمن أبو الروس.

منذ أيام أردت ترتيب مكتبتي وحين أمسكت بهذا الكتاب مسحت صفحاته الأولى بنظري، لأرى ما يحتويه، وإذا بي أقرأه كاملا في وقت قصير دون أن أشعر (عدد صفحاته 96 ص). الكتاب طبع سنة 1994 حسب ما هو موضح في رقم إيداعه، ولكني أرى حسب معلوماته أنه أقدم من ذلك...

على كل حال، ما أريد أن أنشره هنا ليس مراجعة للكتاب ولكني أنشد أن أشارككم قصة من قصص النجاح الكثيرة التي حملتها صفحاته، وإليكم محتواها:


بلغ وليم تشارلز سن التقاعد من وظيفته كمدير لقسم الحسابات بشركة "برايس ووترهاوس وشركاؤه"، وظل بضع سنوات بلا عمل إلى أن استدعته إحدى المؤسسات ليرأس لجنة من مائة عضو لبحث موضوع رفع ضريبة التعليم.

وكان لابد أن يفكر تشارلز عن سبب اختيار المؤسسة له على وجه التحديد.. فعلم أنها سبق أن اتصلت بعدة شركات للبحث عن شخص ذي خبرة ليتولى القيام بهذه الوظيفة، ولكنها لم تجد الشخص المناسب، رغم أنه كان يعتقد أن هناك كثيرين من ذوي الخبرة يمكنهم تولي هذه الوظيفة، ولكنهم للأسف تقاعدوا عن العمل، وأصبحوا في زوايا النسيان.

وفكر تشارلز عندئذ في أنه لو أن هؤلاء الرجال كونوا من بينهم جماعة، فقد يقدمون خبرتهم في حل المشاكل البلدية. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مؤسسة من نوع خاص جدا تهدف إلى تقديم الخبرة إلى أصحاب المشاريع، وبحث الاستشارات ومشاكل العمل.. وأطلق عليها اسم "مؤسسة الخبرة"... والتي تم إنشاؤها سنة 1954، وكانت تتألف من وليم تشارلز ومجموعة من رفاقه هم جرينز فيلدر –أحد مقاولي البناء المتقاعدين-، ومدير أحد المصارف، ومدير لإحدى شركات تموين الفنادق، ورئيس لمجلس إذارة إحدى شركات سيارات الأجرة، ونائب لشركة حفظ الألبان، ومحام، وعدة أفراد من رجال الصناعة.

ولاقت فكرة إنشاء مؤسسة على هذا النحو ترحيبا شديدا من الناس حيث لم يكن يوجد وقتئذ مثل هذه المؤسسة في أي بلد من البلاد الأخرى. وتبعها تكوين مؤسسات أخرى مثل "شركة الخبرة والخدمات الاستشارية"، وتتألف من مجموعة من مديري الشركات المتقاعدين، و"شركة الخبرة والاستشارات"، واستطاعت مؤسسة الخبرة أن تقدم عونا كبيرا لأصحاب المشاريع ومساعدة المهن الصغيرة، فضلا عن مساعدتها لأعمال البلدية.

وعلى مدى تسعة أشهر خلال عامي 1954 – 1955 تلقت المؤسسة 126 استشارة من رجال الأعمال، وكانت تتعلق بالأمور التالية: الدخول في أعمال جديدة – التوسع في الأعمال – شراء أو بيع أعمال – أعمال للتمويل الإضافي – مراكز جديدة – متفرقا.

وفي سنة 1956 وصل عدد أعضاء مؤسسة الخبرة إلى 42 عضوا وجميعهم من المتقاعدين، والذين وجدوا من خلال هذا العمل تقديرا كبيرا لخبراتهم الطويلة بعد أن كانوا من قبل يحسبون عالة على مجتمعهم، وذلك بالإضافة إلى ما حققوه من دخل مادي كبير.


إذن وحسب ما قرأته في الكتاب واستفدت منه، فإني أجد نفسي ممن قال لهم المثل الانجليزي: "لا تحكم على الكتاب من غلافه" :)

هل أدلك على كنز؟!

تحكي لنا إحدى قصص الطفولة عن مسيرة دجاجة مثمرة، بدأت عند عثورها على حبّة قمح أثناء تجولها في المزرعة، وكيف فرحت بها فرحا لا يوصف وكأن الأمر غير اعتيادي (مع أن الدجاج يلتقط حبات القمح يوميا) فاجتمعت حولها حيوانات المزرعة مندهشة بعد أن صرخت الدجاجة في سرور: وجدت كنزا، وجدت كنزا!

وكم كان انزعاج الحيوانات كبيرا حين علموا أن كل هذه الضجة بسبب حبة قمح! فبدأوا في الانصراف عنها وهم يتمتمون ويصفونها بالحمقاء. ولكنها اعتذرت وطلبت منهم أن يتريثوا ولا يستعجلوا المغادرة، لأنها تريد أن يساعدوها ويدلوها على مكان ملائم للبذر.

أجابها الديك الرومي وهو ينصرف أيضا: اغرسيها حيثما شئت، فالمكان كله ملائم للغرس. وهنا قالت الدجاجة عبارة مهمة: كلا يا أصدقاء، فالبذرة يجب أن نختار لها المكان المناسب حتى لا تداس ولتنمو في أمان.

وكما تتوقع عزيزي القارئ، فلم يعر لها أي واحد اهتماما لما كانت تقوله، بل غادروا وهم غير مبالين بفكرتها وطموحها.

اهتدت صديقتنا الدجاجة إلى مكان ملائم فنبشت التربة بمخالبها وحفرت حفرة ووضعت البذرة فيها وغطتها بالتراب ثم جلبت الماء وسقتها.

مضت الأيام بسرعة والدجاجة ترعى نبتتها حتى حل موسم الصيف واكتمل نمو السنبلة. وعاودت زرع حبات القمح التي جنتها من سنبلتها الأولى، ومع مرور السنين كبر مشروعها لتملتك حقلا كاملا من القمح!

أكيد أن حيوانات المزرعة لم تتوقع أن تحقق الدجاجة طموحها، وقد ذهلوا وهم يرونه محققا أمامهم :)

تذكرت هذه القصة وأنا أتصفح مدونة الأخ المهدي عبيد الجديدة، والتي سماها طريق المليونير، حيث يشاركنا خطوة بخطوة الطريق الذي يسلكه نحو الثروة من خلال تربية الدجاج، وبستة دجاجات فقط كبداية، أما الهدف الأول فهو ألف دجاجة منتجة!

وكأني أراه يدلنا على كنز كما دلت من قبله الدجاجة أصدقاءها، ولكني خشيت أن ننصرف عنه ولا نبالي بفكرته ونستفيد منها، لذلك عزمت على الترويج لها قدر المستطاع (كما أفعل هنا)، فلعل الله يجعل من القراء من يتابع ويقلد إن توفر له الوقت والإمكانات البسيطة، أو على الأقل يستفيد من التجربة.

يشرح لنا المهدي كل الخطوات التي يقوم بها عبر تدوينات بشكل صحيح وعملي، ويقدم لنا إحصائيات حول سير مشروعه وسيدعمنا لاحقا بدراسات علمية مترجمة وكتب وفيديوها عن تربية الدجاج.

حسنا، أنصحك أن تتصفح المدونة من أول تدوينة، وسيكون من المفيد أيضا لو تضمها لقائمة المدونات التي تتابعها عبر الخلاصات. وأكيد فإن التشجيع سيجعل الأخ المهدي يتألق ويمضي في مشروعه، فلا تبخل عليه به :)