مؤسسة الخبرة

في صندوق قديم مملوء بالكتب سلمه لي أحد أصدقائي، يوجد كتاب سخرت من عنوانه أول ما شاهدته، لقد جاءت تسميته كالتالي: "كيف تصبح مليونيرا" وهو من تأليف الدكتور أيمن أبو الروس.

منذ أيام أردت ترتيب مكتبتي وحين أمسكت بهذا الكتاب مسحت صفحاته الأولى بنظري، لأرى ما يحتويه، وإذا بي أقرأه كاملا في وقت قصير دون أن أشعر (عدد صفحاته 96 ص). الكتاب طبع سنة 1994 حسب ما هو موضح في رقم إيداعه، ولكني أرى حسب معلوماته أنه أقدم من ذلك...

على كل حال، ما أريد أن أنشره هنا ليس مراجعة للكتاب ولكني أنشد أن أشارككم قصة من قصص النجاح الكثيرة التي حملتها صفحاته، وإليكم محتواها:


بلغ وليم تشارلز سن التقاعد من وظيفته كمدير لقسم الحسابات بشركة "برايس ووترهاوس وشركاؤه"، وظل بضع سنوات بلا عمل إلى أن استدعته إحدى المؤسسات ليرأس لجنة من مائة عضو لبحث موضوع رفع ضريبة التعليم.

وكان لابد أن يفكر تشارلز عن سبب اختيار المؤسسة له على وجه التحديد.. فعلم أنها سبق أن اتصلت بعدة شركات للبحث عن شخص ذي خبرة ليتولى القيام بهذه الوظيفة، ولكنها لم تجد الشخص المناسب، رغم أنه كان يعتقد أن هناك كثيرين من ذوي الخبرة يمكنهم تولي هذه الوظيفة، ولكنهم للأسف تقاعدوا عن العمل، وأصبحوا في زوايا النسيان.

وفكر تشارلز عندئذ في أنه لو أن هؤلاء الرجال كونوا من بينهم جماعة، فقد يقدمون خبرتهم في حل المشاكل البلدية. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مؤسسة من نوع خاص جدا تهدف إلى تقديم الخبرة إلى أصحاب المشاريع، وبحث الاستشارات ومشاكل العمل.. وأطلق عليها اسم "مؤسسة الخبرة"... والتي تم إنشاؤها سنة 1954، وكانت تتألف من وليم تشارلز ومجموعة من رفاقه هم جرينز فيلدر –أحد مقاولي البناء المتقاعدين-، ومدير أحد المصارف، ومدير لإحدى شركات تموين الفنادق، ورئيس لمجلس إذارة إحدى شركات سيارات الأجرة، ونائب لشركة حفظ الألبان، ومحام، وعدة أفراد من رجال الصناعة.

ولاقت فكرة إنشاء مؤسسة على هذا النحو ترحيبا شديدا من الناس حيث لم يكن يوجد وقتئذ مثل هذه المؤسسة في أي بلد من البلاد الأخرى. وتبعها تكوين مؤسسات أخرى مثل "شركة الخبرة والخدمات الاستشارية"، وتتألف من مجموعة من مديري الشركات المتقاعدين، و"شركة الخبرة والاستشارات"، واستطاعت مؤسسة الخبرة أن تقدم عونا كبيرا لأصحاب المشاريع ومساعدة المهن الصغيرة، فضلا عن مساعدتها لأعمال البلدية.

وعلى مدى تسعة أشهر خلال عامي 1954 – 1955 تلقت المؤسسة 126 استشارة من رجال الأعمال، وكانت تتعلق بالأمور التالية: الدخول في أعمال جديدة – التوسع في الأعمال – شراء أو بيع أعمال – أعمال للتمويل الإضافي – مراكز جديدة – متفرقا.

وفي سنة 1956 وصل عدد أعضاء مؤسسة الخبرة إلى 42 عضوا وجميعهم من المتقاعدين، والذين وجدوا من خلال هذا العمل تقديرا كبيرا لخبراتهم الطويلة بعد أن كانوا من قبل يحسبون عالة على مجتمعهم، وذلك بالإضافة إلى ما حققوه من دخل مادي كبير.


إذن وحسب ما قرأته في الكتاب واستفدت منه، فإني أجد نفسي ممن قال لهم المثل الانجليزي: "لا تحكم على الكتاب من غلافه" :)

هناك تعليق واحد:

  1. لو كنت مكانك لحكمت عليه من غلافه أيضا أخي عامر.
    على أن الفائدة تكون في أي شيء طالما تستقبلها خلايا عظيمة كالتي في الدماغ.
    شكرا لتحملك مشقة نقل القصة الشيقة فقد حركت شيئا ما برأسي لا أدري بعد ما هو :)

    ردحذف