الإدارة تروي حكاية القط سيسان

أغلبنا يعرف حكاية القط سيسان الذي شرب حليب العجوز ولما أمسكت بذيله انقطع. وبعد أن ترجاها أن ترجعه له اشترطت عليه أن يرد الحليب الذي شربه حتى يسترجع ذيله، ومن هنا بدأت رحلة القط للبحث عن الحليب...

ذهب أولا إلى البقرة وطلب منها أن تعطيه الحليب، فردت عليه بالإيجاب شريطة أن يحضر لها العشب الطازج لها.

فذهب إلى البستاني يطلب منه قليلا من العشب الطازج، فرد عليه بالإيجاب شريطة أن يحضر له القليل من الماء.

فذهب إلى الساقي يطلب منه قليلا من الماء، فرد عليه بالإيجاب شريطة أن يحضر له أحدا يرمم البئر.

فقصد المصلح وطلب منه أن يرمم البئر، فرد عليه بالإيجاب شريطة أن يأكل خبزا طازجا محمصا.

فاتجه إلى الخباز وطلب منه خبزا طازجا محمصا، فرد عليه بالإيجاب شريطة أن يجد أحدا يخلصه من الفئران الموجودة في المخزن.

هنا فقط تبسم القط سيسان وقال جاءني الفرج فهذا العمل لا أحد يقوم به غيري. أنا الخبير. فقال للخباز دلني على المخزن و اتركني ساعة وعد إليّ فستجد ما يسرك. وفعلا رجع الخباز ووجد المخزن جد نظيف فشكر القط وأعطاه الخبز الطازج المحمص.

أخذ سيسان الخبز للمصلح الذي فرح وبدوره قام بترميم البئر، الأمر الذي أسعد الساقي فأعطاه الماء، ومن ثم أخذه سيسان إلى الفلاح الذي أعطاه العشب الطازج كما وعده، فذهب القط بالعشب الطازج إلى البقرة التي بدورها أعطته الحليب، ففرح به كثيرا وذهب مسرعا وبحذر إلى العجوز التي كانت تنتظره عند مدخل الحديقة فأخذت حليبها وأعطته ذيله...

أخيرا حصل القط على ذيله بعد أن تنقل بين أماكن عديدة وقابل شخصيات مختلفة... هذه الحكاية تذكرني بقصة الإدارة عندنا، فالمواطن يُقذف بين مكاتب وهيئات كثيرة حتى يحصل على مبتغاه، مع بعض الاختلاف، فسيسان مشى هذه الرحلة ليسترجع حقا أخذه من العجوز، أما المواطن فرحلته في سبيل الحصول على حقه هو من العجوز... عفوا... أقصد الإدارة.

هناك تعليق واحد:

  1. يا صديقي لا اظن ان القطة لقي اي تعاملات بيروقراطية.. ورحلته كانت موفقة. ان شاء الله يعفيه ربي من القدوم الى الجزائر لان لا احد سيطالبه بمهمة معينة. وفي الاخير لن يحصل على اي شيئ..

    ردحذف