يا ناس يا عالم، الملتحي ليس بالضرورة متشددا أو إرهابيا!

في أحد تعاملاتي السابقة، رسمت مجموعة كتيبات تلوين ترمي إلى تحبيب الطفل في الدراسة والدين والعائلة واللغة والوطن وغيرها... وكان العمل لصالح إحدى دور النشر الجزائرية، وحين كنت أعرض بعض الرسومات التي أنجزتها على مدير الدار، استوقفني عند أحد المشاهد، حيث رسمت أفراد عائلة الطفل الذي يمثل الشخصية الرئيسية في السلسلة، وأشار إلى صورة الأب الذي رسمت له لحية وقال باستهزاء: "هل هذا سلفي أو يهودي حتى ترسم له لحية بهذا الشكل"... استغربت الأمر كثيرا وأبديت امتعاضي من كلماته وسألته: هل من العيب أو غير الجائز أن يكون الإنسان على منهج السلف، ثم كيف وجدت رابطا بين الاثنين، السلفي واليهودي؟!!!
للعلم فقد تعمدت رسم اللحية للأب، وهذا بعد أن وجدت محاربة لها من قبل العديد من الجهات والأفراد، وكيف أصبحت تقدم للطفل في كثير من المواقف على أنها رمز العنف والإرهاب...

لقد تعاملت مع جمعية تهتم بإعادة إدماج الأطفال والمراهقين، وأثناء ذلك اكتشفت أن القائمين عليها يستعملون بدون شعور صورة الملتحي على أنه إرهابي في كلامهم ورسوماتهم الموجهة للأطفال الذين كان أغلبهم من ضحايا الإرهاب !!!

يا ناس يا عالم، الملتحي ليس بالضرورة متشددا أو إرهابيا، ومن الخطأ الذريع أن نغرس هذه الصورة في أطفالنا...

وعلى ذكر الإرهاب، والأعوام الدامية التي ابتلينا بها في الجزائر، فإن أحد الجرائد والتي أصبحت اليوم واسعة الانتشار، كانت لها زاوية كاريكاتورية في صفحتها الأخيرة، تنزل لنا من خلالها يوميا برسومات تصور الإرهابيين في شكل أشخاص ملتحين ويلبسون الزي الإسلامي وأرجلهم تشبه أرجل الماعز !!!

إن لأعداء الإسلام مخططات تحاك في الخفاء لتوطيد هذه الصورة، يسخر لها إمكانيات مادية وبشرية... والمشكل أن بعضنا يسهم في نشرها بدون وعي أو بوعي !!!

قرأت منذ يومين، بجريدة القدس العربي، عن عرض فيلم بالمدارس الأردنية يتعرض للإرهاب والتشدد بطريقة درامية منفذ برعاية وزارة الخارجية الأمريكية وعبر سفارتها في اليمن منذ عدة سنوات...
الفيلم بعنوان "الرهان الخاسر" يربط بوضوح، حسب منتقديه، بين الإرهاب والرجال الملتحين والتشدد والنساء المحجبات والمنقبات...
نعم، إنه يعرض بالمدارس الابتدائية، الطفل فيها ورقة بيضاء نكتب عليها ما نشاء، فيتلقى عقله ما نعطيه إياه بدون فلترة.. وليس بدور السينما، على الأقل، حيث يكون المشاهد راشدا في الغالب وله القدرة على التفريق بين الصح والكذب... ومع ذلك فإني أرفض أن تعرض هذه الصورة الكاذبة في السينما أو في أي مكان على الأرض...

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    أخي العزيز / معمر
    كلمات الشكر لن توفيك حقك على هذه التدوينة المميزة...
    ظاهرة الإسلاموفوبيا...أو الخوف من كل ما يرمز للإسلام لا أجدها غريبة في الولايات المتحدة و الدول التي تسير في فلكها
    ...ما يدعو للإستياء فعلا هو انتشار هذه الظاهرة في الدول الإسلامية...و من طرف أشخاص يحسبون على الطبقة المثقفة في هاته الدول...و الغريب هو السكوت المتعمد من الهيئات التي أنشأت خصيصا للذود عن الإسلام......كمنظمة المؤتمر الإسلامي على المستوى الدولي...و هاته الإخيرة تضر أكثر مما تنفع...لأسباب يطول شرحها
    أما عن زرع هذه الأفكار في أذهان أطفالنا...فليس علينا إلا إبعاد الطفل عن هذا المحيط المتعفن...و النصح لمن أراد إدخال طفله في هذه الجمعيات...ذات المظهر البريء...و الأهداف الخبيثة
    بارك الله فيك أخي الفاضل...في انتظار المزيد تقبل تحياتي الحارة

    ردحذف
  2. الظواهر لا تعني شيئا بالضرورة... الغير الملتحي يمكن أن يكون إرهابيا ....و الملتحي يمكن أن يكون حملا وديعا .....

    ردحذف
  3. اتفق معك أخي في الله فيما تطرح فالمظاهر ليس هي الشيء الأكيد .. لأن الجوهر أهم.

    وفيما يخص لدي خالي الكبير وهو يعتبر شيخ العيلة .. وينظر للآخرين نظرة ترفع وفي أحد المرات اعترض على أختي لأنها تكتب الشعر بالرمزية ومن وجهة نظره أن هذا الأمر غير مهم كثيرا رغم أنه لم يقرأ شعرها ولكن من خلال مظهرها حكم عليها، فقلت له ببساطة وأنت ملتحي هكذا ولو رأيتك في الشارع ولا أعرفك سأقول عنك إرهابي .. هنا ذهل من الرد وانسحب من النقاش!!

    ردحذف