الفنتازيا في قصص الأطفال

لم أصادف أي إحصائية بخصوص نسبة الحكايات الطفولية التي يتم فيها حل عقدة القصة بطريقة فنتازية، إننا نجدها تحل تارة بعصى سحرية، وتارة أخرى بفانوس سحري وفي مرات بمساعدة مارد أو ساحرة وغالبا بترنيمات مشعوذ(ة)، مع ذلك أعتقد أن نسبتها كبيرة، لأني بتوجهي لأقرب مكتبة سأتأكد من اعتقادي هذا حين أتصفح قصص الأطفال المعروضة...

حسنا، بعيدا عن الكلام الذي نردده في كل مرة على أن هذا النوع من القصص يضر أطفالنا أكثر مما يفيدهم وأن له تأثيرات سلبية على نفسية الطفل، ناهيك على أن السحر والشعوذة محرمة في ديننا الإسلامي، فإني سألفت نظرك إلى أن البعض يسمي توظيف الفنتازيا في حل عقدة القصة إبداعا! ولكني أراه دليلا على نقص في قدرات الكاتب، فلو كان الكاتب ذا قدرات إبداعية حقا لوظف المنطق في حل المشكل وأخذ بيد الطفل إلى طرق وأفكار جديدة ومبتكرة. عوض أن يوهمه أن بإمكانه الاستعانة بحلول خيالية سحرية.

أكيد لا أقصد الحلول التي بها خيال علمي... بالعكس، الخيال العلمي المبني على نظريات علمية مقبولة أو ممكنة لم تتطبق بعد تجعل الطفل يفكر فيها بجدية، فما قرأه وشاهده طفل الماضي من اتصالات هاتفية مرئية بين أبطال القصة مثلا، هو حقيقة واقعة اليوم.

أم لك رأي آخر؟


هناك 8 تعليقات:

  1. موضوع شيق جدًا... منذ فترة كتبت مقالة عن الخيال في أدب الأطفال.. فالمشاهد أن أغلب النتاج العربي يفتقر إلى الخيال وبشدة، بينما هو حاجة ملحة للأطفال..
    ورغم أن الفنتازيا تعتمد كثيرا على الخيال.. إلا أن إيجاد حلول حقيقية منطقية أيضا تعتمد على الخيال..
    وأنا معك في أن الإسراف في الفنتازيا ليس امرًا جيدًا..
    مقال رائع ويستحق وقفة تأمل.. واجتهاد

    ردحذف
  2. الحكايات وجدت لتنقل الطفل إلى عوالم من الخيال لتنمية القدرات الإبداعية ، أم التحليل المنطقي فله مرحلة تالية إما ان ترتبط بعمر الطفل أو الجو المناسب والوقت المناسب ، لهذا ترى الكثير من المبدعين أو حتى الكبار يحنون إلى عالم الحكايات الخيالية الطفولية ، أما عن حكاية الحرمة الشرعية فهذه المسألة مختلفة فلا تخلط بين الأمرين (يوسف حامد )

    ردحذف
  3. أتفق معك معمر ..
    الخيال بالنسبة للأطفال عنصر مهم وجاذب للغاية،ولا أعتقد أن بالإمكان الاستغناء عنه في قصص الأطفال ، لكن من الممكن توظيفه بحكمة بحيث يكون عنصراً جاذباً فقط دون أن يكون له دور في حل عقدة القصة.

    ردحذف
  4. أوافقك مائة بالمائة ...
    الفانتازيا يمكن أن تعوّض بالتفكير و الخيال العلمي .. مثل بدل أن نحكي أن "الصبي إستطاع الطيران (ليحضر كرته التي أخذتها الرياح) بعد أن شرب من المياه السحرية " نقول "إخترع جهازا أو طائرة ..أي شيئ (ما عدا المياه السحرية .. المهم أن تغرس في الطفل أنه لا توجد حلول سحرية ... أو بالأحرى الحل السحري هو العلم !
    لكن يبقى التحدي أن تجعل المتعة في الحلول المنطقي .. ففكرة الحل السحري "مثيرة" و غير مسبوقة لذلك ينجذب إليها الطفل ..
    أتمنى ان الفكرة وصلت .
    سلامي و صح عيدكم :)

    ردحذف
  5. رغم أن عنوان تدوينتي يبدو أنه يقصد الفنتازيا في قصص الأطفال بصفة عامة، إلا أن القارئ للتدوينة يفهم أني أقصد "الحلول الفنتازية في قصة الطفل" والتي أراها لا تخدم القارئ الصغير، فنحن نوهمه أن حلول المشاكل سهلة من خلال حلول سحرية. أما عن توظيف الخيال في باقي القصة فهو مطلوب إذا لم تكن له آثار سلبية على نفسية الطفل وعقيدته.

    @يوسف أبو صعيليك: أرجو أن تعيد قراءة التدوينة بتمعن، فلم "أخلط بين الأمرين".

    @عبدو: المثال الذي عرضته يدل على فهمك لمقصد التدوينة، وهو يبسط الطرح أكثر.

    ردحذف
  6. الطفل واسع الأفق وتفكيره في وقتنا الحالي خيالي بحت من حيث أنه يصنع من اللامعقول فيكون معقول نوعا ما...
    ومن حيث سماحة الدين كي لا يسقط هذا الطفل في الوحل من حيث لا يدرك يجب أن نكون معه بكل خطوه ومتابعتنا له لا تكون واضحه عياناً له كي يعتمد على نفسه فيظهر إبداعه اللامحدود وبثقه تامه مع نفسه...
    الأخ معمر:
    قد لا أكون أدركت ماتقصده بالذات ولكنه رأي لما أوحت به نفسي لموضوعك القيم شاكرين لك هذا الطرح المميز..

    ردحذف
  7. جميل جدا
    انا اكتب قصص اطفال واتعمد الى التعديل والتحسين في التصرف
    سلمت يداك

    ردحذف
  8. لدي مدونة عن قصص الاطفال اعجبني موضعك,تحليل في الصميم سآخذ ملاحظاتك في الاعتبار ولك جزيل الشكر

    ردحذف